العنوان/تنزيل من حكيم حميد
ان القرآن الكريم في الأساس هو كتاب الهداية ورمز الحياة للبشرية ليمكنها في التفريق بين الحق والباطل وهو ليس كتاب العلوم او المبشرات العلمية لان العلوم تتغير
سيد عقيل إقبال
الباحث/في قسم اللغة العربية بجامعة علي كره الاسلامية
العنوان/تنزيل من حكيم حميد
او تقبل التعديل بمرور الزمان والقرآن بكونه كتابا إلاهيا ومنزلا من رب العالمين لن يقبل أي تعديل او تغيير بنوع ما على أساس الاكتشافات العلمية السابقة في سالف الزمان وفي الحقيقة ان الاكتشافات العلمية الحديثة على رغم انفها قد أثبتت معجزة القرآن الذي هو كلمة الله العليا الى يوم الوعد والجزاء. وفي الجانب الأخر, القران الكريم ليس بمشجع الى دراسة العلوم الحديثة فقط ,بل هو موفر لها بشكل ما كما انه يزودها بتوفير الإجابات المتقنة والمحكمة حول وجود الحياة والكون من بداية العالم. وهكذا لو يعتمد على هذا الأساس المحكم لكان البحث حول العالم وخفاياه ونظام الحياة وأسرارها في اقرب وقت ممكن مع اقل مجهود علمي. وينقل عن اكبر الباحثين في القرن العشرين الدكتورالبرت اينستاءن “ان العلم في الحقيقة هو اعرج طالما استغنى بنفسه عن الدين الإلهي ولن يستطيع أن يتقدم اى خطوة بدونه” والقرآن الذي قد انزل على البشرية ككتاب الهداية سيبقى هاديا مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ نزوله الى يوم القيامة للإنسانية كلها وأسلوبه الوحيد الذي لا نديد له في اى كتاب من كتب العالم مملؤا بالعلوم الذاخرة وبالرموز والنكات ما يدل حقا انه كتاب منزل من حكيم حميد وليس مؤلفا من اى بشر اوانسان كما تصرح هذه الاية {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}. [فصلت : 42]. وما أجمل ما كتبه العالم الكبير السيد قطب في تفسيره للأحرف الثلاثة {الم} التي تبدءا بها سورة البقرة يقول “تبدءا السورة بهذه الأحرف الثلاثة {ألف ـ لام ـ ميم } بوصفها مبتدءا خبره {ذلك الكتاب لأريب فيه} هي الأحرف هي الكتاب فمن نوع هذه الأحرف ومن جنسها يتألف ذلك الكتاب ومن هذه الأصوات المألوفة يتكون ولكنه مع هذا هو ذلك الكتاب المعجز الذي يتحداهم ان يأتوا بسورة من مثله فلا يستطيعون ذلك هو الإعجاز وذلك مثل صنع الله في كل شي وصنع الناس إن هذه التربة الأرضية مؤلفة من ذرات معلومة الصفات فإذا اخذ الإنسان هذه الذرات فقصارى ما يصوغه منها لبنة او أجرة او آنية او اسطوانة او هيكل اوجهاز كائنا في دقته ما يكون ولكن الله المبدع يجعل من تلك الذرات حياة نابضة خافقة تنطوي على ذلك السر الالهي المعجز الذي لايستطيعه بشر ولم يعرف سره احد وهكذ القران حروف وكلمات يصوغ منها البشر كلاما واوزانا والفرق بين صنع البشر وصنع الله من هذه الحروف والكلمات هو الفرق مابين الجسم الخامد والروح النابضة والفرق ما بين صورة الحياة وحقيقة الحياة” وإضافتا الى ذلك فأن القرآن يشمل كثيرا من المستندات العلمية المدهشة التي تكفي في تصديق نزوله من الله وكونه قولا فصلا محكما منه الى يوم القيامة ومن هذه الحقائق العلمية إثبات كثير من الاكتشافات الحديثة في مجال العلوم والتكنولوجيا في القرن العشرين التي اثبتها القرآن قبل 1400سنة